الأحد، 4 مارس 2018

التكافل والتغافل .؟

قد تتشابه الكلمات من حيث بنيتها ولكنها تختلف في دلالتها ومعانيها ، فلو اسقطنا مصطلحين مثل التكافل والتغافل على ما يدور في قطاغ غزة في هذه المرحلة، فماذا سيكون مدلولاتهما الفعلية على واقع القطاع. 
فالتكافل مصطلح يعني التعاضد والتشارك والتلاحم المصيري المشترك ، وهو مضمون حيوي يتطلب تحقيقه عندما يصيب الضنك المجتمع ويصبح الفرد في حاجة الاخر لانه لم يقوى على قوام حياته ، واننا في قطاع غزة وامام ما يفرض علينا من حصار وفرض عقوبات لا تقل في مضمونها الفعلي عما يحققه الحصار من تقزيم للحاله الوطنية ومحاولة المساس بمنطلقات شعبنا الفكرية التحرريه والتي تهدف اصلاً وبشكل موجه الى تركيع شعبنا ورفع رايه الاستسلام والقبول بالمجهول مهما كانت طبيعته، فالكل يتآمر علينا لصالح عدونا المحتل بدلا من تعزيز صمودنا على ارضنا ودعم كل مقومات التحرر والاستقلال، ولكن من تتبع التاريخ يجد بان صور التكافل تعددت عند اشتداد الازمات على قطاعنا الحبيب سواء خلال الانتفاضة الأولى او عبر الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع ، فكان تحشيد الهمم وجمع المساعدات من الجماهير للجماهير وكانت تتحطم كل الحواجز والعقبات ليصل المقتدر الى المحتاج، وهذا العمل متجذر في جينات تكوين الانسان الفلسطيني ، فغزه لن تترك غزة تنهار كما يريد الاحتلال ومعه الاخرين، ولكن جدير بنا ان نقف عند من مارسوا التغافل عما يحدث في قطاع غزة ، وكانهم يدفنون رؤسهم في التراب . قان وسائل الاتصال باتت تسهل وصول ونقل المعلومات لكافة انحاء المعمورة، ولكن العديد من أبناء جلدتنا سواء داخل فلسطين او خارجها تغافلوا عما يحدث سواء عمداً او قسراً ولكن النتيجة واحده، تغافلوا ما نحن فيه تغافلوا اهاتنا تغافلوا صرخاتنا تغافلوا كيف نموت تغافلوا كيف نعيش تغافلوا كل شيء يخصنا ، ليحافظوا على مصالحهم الفردية ونسوا الوطن فلسطين ، تغافلوا ليحققوا مجد عدونا في احكام السيطرة على شوكة فلسطين قطاع غزة، تغافلوا ليتركوا المجال لذبحنا في غزة بكل الطرق . 
ولكن التكافل سيغلب التغافل لا محالة ولا بد ان نتعلم من دروس الماضي التي اشارت الى انه اما ان نحيا جميعاً او نموت جميعاً ، وان كل مؤامرات التصفيه لقضيتنا باءت بالفشل تكسرت وانهارت امام تكافل شعبنا وتماسكة حتى ولو في اللحظة الأخيرة، فالتكافل تزرع الامل في نفوس كل التائهين من الجوعى والمرضى والمحرومين، التكافل تعزز امل الوصول الى حريتنا المرتقبة حتى ولو بعد حين، التكافل تصقل تفكيرنا نحو تجميع قوانا لننطلق نحو الأفضل دائما، 
ان نغيث انفسنا بانفسنا افضل بكثير من ان نبيع انفسنا بالرخيص ، وانطلاقاً من عزة وكرامة أبناء قطاع غزة المهمشين نطلق دعوة لكل من بقيت في دمه برة انتماء الى وطننا فلسطين ولكل من تاهت به الدنيا ليصرف نفسه بعيدا عن هذا التراب الطاهر، تكافلوا ولا تغافلوا تكافلوا ولا تغافلوا تكافلوا ولا تغافلوا 
بالتكافل قوتنا وبالتغافل موتنا وضياع قضيتنا ، وحماك الله يا غزة العزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق