الأحد، 4 مارس 2018

الفرق بين نظام الدولة، وإدارة الدولة الفلسطينية

الفرق بين نظام الدولة، وإدارة الدولة الفلسطينية


بالنظر الى العديد من المسميات التي تطلق على الهيئات القائمة على حكم البلدان، نجد أكثر من مصطلح يمكن ان يتردد في هذا المجال، ففي عالمنا العربي غالبا ما يتردد مصطلح "النظام العربي، او مؤيدي النظام، او حاشية النظام" فجميعها يلتصق في النهاية بمصطلح النظام، أما في الدول الغربية والاوربية يتردد مصطلح " الادارة الامريكية، او الادارة الألمانية ...الخ" وهنا تم استبعاد مصطلح النظام وحل مكانه مصطلح الادارة. فهل يختلف مضمون مصطلح الادارة عن مضمون مصطلح النظام؟
نعم هناك فرق واضح بين المصطلحين، وفي توضيح مبسط للمصطلحين فان النظام ما هو الا عبارة عن مجموعة من العناصر المتشابهة التي تتفاعل مع بعضها البعض لتحقيق هدف مشترك. فعندما نقول " النظام الفلسطيني" او "النظام المصري" مثلا فذلك يتمثل بمجموعة العناصر المتشابهة مثل العنصر السياسي والعنصر الاقتصادي والعنصر الأمني والعنصر الاجتماعي وغيرها من العناصر العاملة ضمن حدود دولة فلسطين والتي تشكل في مجملها "النظام الفلسطيني" او "النظام المصري"، ولكن أي نظام من الأنظمة يتشكل من ثلاث مراحل اساسية هي "مرحلة المدخلات، والعمليات، المخرجات" فالنظام الفلسطيني مثلا لا بد له ان يعمل ضمن هذه المراحل الثلاث، فالمرحلة الأولى " المدخلات" تتمثل في جميع المقدرات والمعطيات والمتغيرات الموجودة في الواقع الفلسطيني، وما على النظام الفلسطيني مجتمع الا ان يتعامل معها من خلال المرحلة الثانية وهي مرحلة العمليات، بحيث تقوم جميع العناصر المكونة للنظام الفلسطيني بتحليل وتصنيف المدخلات الموجودة وربطها مع بعضها البعض بحيث تنتقل الى المرحلة الثالثة وهي مرحلة المخرجات التي تتمثل في القرارات سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية وغيرها والتي بدورها تشكل واقع الحياة الفلسطينية بشكل عام.
أما لو استخدمنا مصطلح الادارة الفلسطينية، فهو تعبير اشمل وأعم من مصطلح النظام الفلسطيني، حيث ان مصطلح الادارة يشمل على عدد من الوظائف التخصصية الاساسية لإنجاز الاعمال وهي " التخطيط- التنظيم- التوجيه- الرقابة- التقييم" وهذه الوظائف الخمس مطلوب ممارستها من قبل جميع من يعمل في الهيئة القائمة على حكم البلاد، بمعنى ان الجانب السياسي او الجانب الاقتصادي او الجانب الاجتماعي يجب ان يمارس العمليات الادارية الخمس المذكورة كل حسب اختصاصه، علما بأن الادارة في مضمونها تعبر عن تحويل المدخلات الى مخرجات من خلال العنصر البشري، وهنا يتطلب تقسيم العناصر البشرية الى ثلاثة مستويات " ادارة عليا- ادارة وسطى- ادارة دنيا" ولكل ادارة منهم خصائصها وتخصصها واعمالها التي تميزها عن الاخرى .
اذن فالادارة الفلسطينية يفترض ان تتكون من مجموعة من الوظائف التخصصية والتي وزعت حسب المستويات الادارية الثلاثة، أي من المفترض ان تجتمع الوظائف الادارية الخمس مع بعضها البعض لادارة دولة فلسطين، فهناك من يخططون واخرين ينظمون واخرين يوجهون ويفعلون الأعمال واخرين يراقبون الأعمال واخرين يقيمون العمال ويحددون نقاط القوة ونقاط الضعف في الأعمال المنجزة.
وبنظرة بسيطة نجد اننا من خلال ممارسة الادارة يمكن لنا ان ندير العديد من الأنظمة الموجودة مثل النظام السياسي او النظام الاقتصادي او غير ذلك. من هنا كان مصطلح الادارة اشمل واعم من مصطلح النظام، فالنظام يحتاج الى من يديره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق