أولاد
القريــــــــة
بقريتنا كنا نلعب واحنا صغار
شريدة وام الغماية والحجله
كنا نعشق شجرها وبيوتها والتراب
اللي كان يخبينا لما نلعب عسكري وحرامية
والدار اللي جمعتنا أنا وأخوي ابن عمي والجار
والشجر اللي تحت ظلو لعبنا الضامة والجلاد
لما كنا نعطش كنا نروح عالقرية
بالشمال
كان فيها نبع ميتو حلوة كتيييير من ايام جدودنا الاخيار
وهالجدار كان لغار يتخبى فيه مجاهدين احرار
كانوا يقاوموا العدو الصهيوني الغدار
كنا لما نروح نشرب ينادوا علينا تعالوا يا صغار
يسألونا عن القرية واهلها وعن الاخبار
كانوا يعطونا من اكلهم ننبسط لكن نغار
من اللي ياخذ اكثر فينا ونشد ببعض لكن اخرها نقف
ونقول يا اولاد تعالو نعمل ام الغديوة جنب الغار
ونحط كل اللي بيجوبنا تناكل سوى انا واخويا وابن عمي والجار
ولما تغيب الشمس نرجع على القرية مبسوطين كتييير
نركض ونلعب بالشارع ادينا بدين بعض
نضحك نغني ننادي عكل الصغار
كلهم احبابنا واصحابنا في القرية حتى الكبار
ننادي عليهم وهم بيتسامروا قاعدين
عباب الدار
كانوا يندهوا علينا تعالوا يا صغار
تيحملونا السلام لاهلنا ولجدودنا والكبار
ويعطونا بسبوسة وحامض حلو وهاللي بالدار
ولما نصل بيوتنا ما كان يفرقنا الا الابواب
جارنا يزعل علينا واحنا نزعل عالفراق
نستنى طلعة الشمس ليوم جديد نقضيه مع الجار
اللي ارتبطت روحو بروحنا ومصيرو بمصيرنا
وسبحان من جند الارواح
وكبرنا وكبر الهم والأحمال
الدراسة ولقمة العيش ومقاومة الاحتلال
صرنا واحنا بالمدرسة الاقي أخوي لافو عليه شوية أشرار
وابن عمي يسيبني لحالي ويروح مع أغراب
لا هم من قريتنا ولا هم من الانساب
وجارنا...صار يبعد عنا شوية شوية وما ألقاه
صرت أسال عن أخوي مش موجود لا بالليل ولا بالنهار
طب اروح لجارنا ألاقي عندو ناس اغراب
بيتهامسوا ولما ادخل عليهم يسكتوا لو اني غريب الدار
حسيت بقهر وحرقه بغيرة وتلون الاحساس
وقلت يا ولد اسكت خليك بحالك مش عارف شو اللي صار
وفيوم جاني ابن عمي وقال اسمع
انت امين انت فطين ومن واجبنا نحافظ عالاوطان
قللي اسمع ولا تحكي لحدا من قرايبنا ولا للاغراب
انا صرت مقاوم وبدنا اياك تساعدنا بالاخبار
تصنت تشوف وتقوللنا أي شي صار
عشان في اشرار بيخربو بقريتنا ليل نهار
بيسرقوا وبينهبوا ما بيهمهم وطن ولا غيرو
قلتلو شبيك لبيك يا ابن العم انا فدى القرية
فدى ترابها اللي كانلو فضل علينا واحنا صغار
قللي دايما بعد العشا بيطلعوا هالاوغاد
وبالفعل قعدت استنى صاحي ومصحصح بالزقاق
الزقاق اللي عراس شارع بيت المختار
قعدت وقلت يا وطن والله لأخدمك
والله الروح ترخصلك وفداك
وبلحظة.. الا وثلاثة ملثمين بيتسللو عبيت جارتنا ام عمار
الارملة الكفيفة الوحيدة بالدار
رحت اجري لأبن عمي وقلتلو اللي صار
اجا بسرعة هو وكمان اتنين وأنا معاهم
امسك امسك مسكنا الملثمين الثلاثة بالقوة
وجينا ورفعنا لثام الأول طلع أخوي
والثاني من القرية اللي جنبنا
والثالث صاحبنا الجار
ما قدرت أتحمل اللي شفتو وجريت ما دريت
نسيت حالي والا وأنا عند النبع اللي جنب الغار
اللي شربنا منو سوى وميتو جريت بعروقنا واحنا صغار
عاتبتو وقلتلو يا نبع ليش ليش
وشو اللي صار
رد عليا وقال ..يا غشيم انت لسا فاكر
زمان
زمان كان للعيش حق وللملح أسوار
ما يقدر يكسرها أحد الا اللي أصلو خوان
قلتلو يا نبع بس هذا اخوي.. قال انت رجل غلبان
والثاني جاري اللي ربي معنا طول الزمان
رد عليا بزمجرة وقال..يا بنيي قلتلك كان زمان
زمان الاخو كان يحب اخوه وابن عمو والجار
لكن بهالوقت المصلحة صارت فوق كل اعتبار
لا في أخوة ولا صحوبية ولا جيرة ولا غيرو
بس الأنا هي اللي بتشكل الادوار
امبارح كانوا مناح بس مع مصلحتهم صاروا اشرار
يسرقوا وينهبوا باعوا القرية باعوها حتى التراب
التراب ما سلم منهم اللي خباهم باحضانو وهم صغار
بس هم باعوه برخص الثمن لما صاروا كبار