الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

أولاد القرية

أولاد القريــــــــة

بقريتنا كنا نلعب واحنا صغار
شريدة وام الغماية والحجله
كنا نعشق شجرها وبيوتها والتراب
اللي كان يخبينا لما نلعب عسكري وحرامية
والدار اللي جمعتنا أنا وأخوي ابن عمي والجار
والشجر اللي تحت ظلو لعبنا الضامة والجلاد
لما كنا نعطش كنا نروح عالقرية  بالشمال
كان فيها نبع ميتو حلوة كتيييير من ايام جدودنا الاخيار
وهالجدار كان لغار يتخبى فيه مجاهدين احرار
كانوا يقاوموا العدو الصهيوني الغدار
كنا لما نروح نشرب ينادوا علينا تعالوا يا صغار
يسألونا عن القرية واهلها وعن الاخبار
كانوا يعطونا من اكلهم ننبسط لكن نغار
من اللي ياخذ اكثر فينا ونشد ببعض لكن اخرها نقف
ونقول يا اولاد تعالو نعمل ام الغديوة جنب الغار
ونحط كل اللي بيجوبنا تناكل سوى انا واخويا وابن عمي والجار
ولما تغيب الشمس نرجع على القرية مبسوطين كتييير
نركض ونلعب بالشارع ادينا بدين بعض
نضحك نغني ننادي عكل الصغار
كلهم احبابنا واصحابنا في القرية حتى الكبار
ننادي عليهم وهم بيتسامروا  قاعدين عباب الدار
كانوا يندهوا علينا تعالوا يا صغار
تيحملونا السلام لاهلنا ولجدودنا والكبار
ويعطونا بسبوسة وحامض حلو وهاللي بالدار
ولما نصل بيوتنا ما كان يفرقنا الا الابواب
جارنا يزعل علينا واحنا نزعل عالفراق
نستنى طلعة الشمس ليوم جديد نقضيه مع الجار
اللي ارتبطت روحو بروحنا ومصيرو بمصيرنا
وسبحان من جند الارواح
وكبرنا وكبر الهم والأحمال
الدراسة ولقمة العيش ومقاومة الاحتلال
صرنا واحنا بالمدرسة الاقي أخوي لافو عليه شوية أشرار
وابن عمي يسيبني لحالي ويروح مع أغراب
لا هم من قريتنا ولا هم من الانساب
وجارنا...صار يبعد عنا شوية شوية وما ألقاه
صرت أسال عن أخوي مش موجود لا بالليل ولا بالنهار
طب اروح لجارنا ألاقي عندو ناس  اغراب
بيتهامسوا ولما ادخل عليهم يسكتوا لو اني غريب الدار
حسيت بقهر وحرقه بغيرة وتلون الاحساس
وقلت يا ولد اسكت خليك بحالك مش عارف شو اللي صار
وفيوم جاني ابن عمي وقال اسمع
انت امين انت فطين ومن واجبنا نحافظ عالاوطان
قللي اسمع ولا تحكي لحدا من قرايبنا ولا للاغراب
انا صرت مقاوم وبدنا اياك تساعدنا بالاخبار
تصنت تشوف وتقوللنا أي شي صار
عشان في اشرار بيخربو بقريتنا ليل نهار
بيسرقوا وبينهبوا ما بيهمهم وطن ولا غيرو
قلتلو شبيك لبيك يا ابن العم انا فدى القرية
فدى ترابها اللي كانلو فضل علينا واحنا صغار
قللي دايما بعد العشا بيطلعوا هالاوغاد
وبالفعل قعدت استنى صاحي ومصحصح بالزقاق
الزقاق اللي عراس شارع بيت المختار
قعدت وقلت يا وطن والله لأخدمك
والله الروح ترخصلك وفداك
وبلحظة.. الا وثلاثة ملثمين بيتسللو عبيت جارتنا ام عمار
الارملة الكفيفة الوحيدة بالدار
رحت اجري لأبن عمي وقلتلو اللي صار
اجا بسرعة هو وكمان اتنين وأنا معاهم
امسك امسك مسكنا الملثمين الثلاثة بالقوة
وجينا ورفعنا لثام الأول طلع أخوي
والثاني من القرية اللي جنبنا  والثالث صاحبنا الجار
ما قدرت أتحمل اللي شفتو وجريت ما دريت
نسيت حالي والا وأنا عند النبع اللي جنب الغار
اللي شربنا منو سوى وميتو جريت بعروقنا واحنا صغار
عاتبتو وقلتلو يا نبع  ليش ليش  وشو اللي صار
رد عليا وقال ..يا غشيم انت لسا فاكر  زمان
زمان كان للعيش حق وللملح أسوار
ما يقدر يكسرها أحد الا اللي أصلو خوان
قلتلو يا نبع بس هذا اخوي.. قال انت رجل غلبان
والثاني جاري اللي ربي معنا طول الزمان
رد عليا بزمجرة وقال..يا بنيي قلتلك كان زمان
زمان الاخو كان يحب اخوه وابن عمو والجار
لكن بهالوقت المصلحة صارت فوق كل اعتبار
لا في أخوة ولا صحوبية ولا جيرة ولا غيرو
بس الأنا هي اللي بتشكل الادوار
امبارح كانوا مناح بس مع مصلحتهم صاروا اشرار
يسرقوا وينهبوا باعوا القرية باعوها حتى التراب
التراب ما سلم منهم اللي خباهم باحضانو  وهم صغار
بس هم باعوه برخص الثمن لما صاروا كبار




الأحد، 18 أغسطس 2013

فقر الدم الاداري

فقـــــــــر الــــــــــــدم الإداري
يعتبر العنصر البشري هو العنصر الأهم  في مدخلات وعناصر الإنتاج ، إذ يعتبر المرتكز الرئيس في العملية الإدارية من حيث تحويل المدخلات إلى مخرجات ، وعلى ذلك فان العنصر البشري يمثل الدم الذي يجري في عروق المنظمات ، فلولا الدم الذي يجري في عروق الكائن الحي ما تحققت الحياة لذلك الكائن ، وان وجود العنصر البشري في المنظمة يمثل ذلك الدم الذي يجري في عروق المنظمة ، فلولاه ما تحققت الحياة لتلك المنظمة، فلو تخيلنا أي منظمة من المنظمات كمستشفى مثلا أو مدرسة أو جامعة وهي خالية  تماماً من العنصر البشري سواء من الموظفين أو من متلقي الخمة فنجد تلك المنظمة كالجسد بدون روح خالية من عنصر الحياة ، فما فائدة المباني وهي خالية من العنصر البشري؟ من المؤكد لا فائدة منها ، من هنا يتبين أهمية العنصر البشري كعنصر رئيس من عناصر العملية الانتاجية في المنظمات ، ولكن لو لم يتوفر العنصر البشري بالكم والكيف المطلوب ، هل ستنجز مهمات المنظمة بالشكل السليم ؟ أم أن خللا سيحدث نتيجة عدم توفير الإمكانات والقدرات اللازمة لذلك؟ وهنا نود التركيز على مصطلح الفقر في وجود العنصر البشري وامكاناته التي يمتلكها والذي اعتبرناه الدم للمنظمة٠

علما بان الدم يتكون من سائل يسمى البلازما، والبلازما تتكون من ثلاث عناصر أساسية هي:-
 - كرات الدم الحمراء:هي المسؤولة  عن نقل الأكسجين من الرئتين بواسطة تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى والأنسجة في الجسم،
-  كرات الدم البيضاء: وهي المسؤولة عن محاربة العدوى السلبية للجسم
 - الصفائح الدموية : وهي التي تساعد على تخثر الدم بعد الصابة بأي جرح بالجسم
في ضوء ذلك يتبين أن فقر الدم يتمثل في نقص كرات الدم الحمراء المسؤولة عن حيوية الجسم عبر نقل الأكسجين من الرئتين إلى أعضاء الجسم. ضمن هذا المفهوم ومن باب الإسقاط العلمي ، فلما اعتبرنا أن العنصر البشري هو الدم الذي يجري في عروق المنظمة، فان كرات الدم الحمراء تمثل جانب مهم من القدرات التي يجب أن يمتلكها العنصر البشري نفسه ،

إذن فقر الدم الإداري يتمثل في نقطتين أساسيتين هما :-
-  أولا: النقص في العنصر البشري نفسه وهو الكيان الحاضن للعديد من الإمكانات والقدرات والعناصر المتنوعة 
-  ثانيا: النقص في الإمكانات والقدرات التي يمتلكها العنصر البشري
 وعليه فان فقر الدم الإداري يحدث حالة من الهذيان والدوار والترنح التنظيمي حيث يفقد المنظمة حيويتها وقدرتها على إتمام مهامها بالشكل المخطط اليه والمتوقع , والأهم احداث التغير في الحالة الادراكية للمنظمة تجاه الأشياء، مما يجعلها متصدعة لا تقوى على مجاراة قريناتها من المنظمات الحيوية ويمنعها من مناغمة أي تطورات قد تحدث حولها مما يفرض حالة من التغير في معطيات ومتغيرات الواقع التنظيمي للمنظمة.
وتعتبر هذه الحالة حالة مرضية تستدعي التدخل العلاجي والعمل على تدعيم حالة النقص أو الفقر الاداري سواء في عدد العاملين المطلوبين للعمل أو في طبيعة ونوعية القدرات التي يمتلكها هؤلاء العاملين باتجاه اعادة عامل الحيوية والتوازن للمنظمة مما يجعلها قادرة على اتمام مهامها على أكمل وجه.