الجمعة، 5 يناير 2018

الضاغط مضغوط

الضاغط مضغوط

تتجاذب العلاقة الوطنية بين جنبات وطننا فلسطين ،فهنا غزة وهناك الضفة الغربية وارضنا المحتلة قبل عام الثمانية واربعون، فقد حرص الرئيس ابو عمار رحمه الله على لحمة الوطن ككل متكامل فاذا تعذر ذلك جغرافياً فكان على المستوى الضمني والاعتباري ، تجسيداً ولملمة لكياننا الفلسطيني الموحد، ولما كان مقر اقامته في قطاع غزة، كان يحنو الى باقي جنبات  الوطن ليصلها بباقي الجسد الفلسطيني بكافة الوسائل الممكنه، وقد كان كذلك عندما ينتقل الى الضفة الغربية، ولكن من بعده تجلت خارطة التخلص من غزة كعبء وحمل زائد كما عبر عنها الاحتلال في كثير من المحطات السياسية التي مرت بها قضيتنا، حيث تجلت هذه الفكرة لترمى على كاهل السلطة الوطنية التي بدأت تكوينها من قطاع غزة اصلاً ، وذلك لم يأت جذافاً وانما جاء ضمن مخطط خطير يهدف الى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وان حالة الانقسام التي حدثت لم تكن مفاجئة ، بل كانت احد السيناريوهات التي طبقت كجزء من ذلك المخطط الذي لم يأت الا لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني والذهاب نحو تشتيت القوى الفلسطينية والتفرد بها والضغط عليها بكل الوسائل، ولما كانت القيادة الفلسطينية مسلوبة الارادة وعاجزة عن اتخاذ اي من القرارات المفصلية او حتى السطحية والتي من شانها تحسين الوضع الاقتصادي والسياسي وغيره ، تجلت حالة الغطرسة والهيمنه غير المقننه على كل مقدرات شعبنا المظلوم.
فقيادة السلطة مضغوطة من الامريكان والاسرائيليين  ومن والاهم باتجاه تنفيذ مصالحهم في المنطقة بالطريقة والاسلوب الذي يريدون، وان حالة الضغط على قيادة السلطة بتمرير العديد من الخطط والاجراءات ،كان وقودها ابناء الشعب المظلومين ، فمن يدفع الثمن هو الشعب .
فحالة الضغط الممارسة على قيادة السلطة تتحول تلقائياً كحالة ضغط على الجماهير ، فقيادة السلطة مضغوطه  تتخطفها العديد من القوى المتنفذة في المنطقة وفي الاقليم وحتى في العالم، لتجعلها جزءً من الحفاظ على مصالحها وتحقيق الهدف الكبير وهو امن الكيان الاسرائيلي ، فالضغط على الجماهير يتاثر بالمد والجزر بالضغط على السلطة، وهذا امر منطقي. ولكن ما يخرج عن المنطق ان تتجذر ثقافة الضغط على الشعب لدى العديد من المتنفذين واصحاب القرار ، ليكون مصير الشعب مرهون بوجودهم في سدة القرار ، وما يحدث تجاه قطاع غزة جد خطير .
فالضغط على شعبنا في قطاع غزة تحت اي مبرر مختلق لن يكون في صالح مشروعنا الوطني بالمطلق ، وان استهداف فصيل او جهة معينه في غزة لا يجوز باي منطق ان يكون الشعب كله ضحيه ووقود لتحقيق ذلك الاستهداف عطفا على ان كل الفصائل والجهات الفاعلة وطنياً في قطاع غزة تشكل رافعة في مضمون كينونتها لمشروع التحرير من الاحتلال،
فحالة الضغط تولد الكراهية والكراهية تولد الفرقة والفرقة تولد الضعف والضعف يخدم الاحتلال. وان زيادة الضغط قد يولد الانفجار ولكن اي انفجار وفي وجه من سيكون وباي اتجاه ومن سيخدم ، قطاع غزة على شفا جرف من الانهيار ، فعلى الضاغط ان يلتحم بالمضغوط لتسنيد ما تبقى من امال لشعبنا الفلسطيني المظلوم، على الضاغط ان يتاكد من ان المضغوط هو من يحقق كيانه وحلمه وهدفه فالضاغط والمضغوط محل ضغط من الاخرين ولكن بسبل واشكال متنوعة .
فالضاغط والمضغوط في حضن فلسطين