الأحد، 4 مارس 2018

إحراج أمريكا

د. محمد اشتيوي
أمام حالة الصلف والهيجان العدواني الامريكي ضد كينونتنا الفلسطينية وضد مقدساتنا الدينية ، وأمام حالة العنجهية الاسرائيلية المسنودة على صلف الامريكان، وما يدور الان حول الاعتراف الضمني او حتى الصريح بالاعتراف بان القدس هي عاصمة دولة اسرائيل، اعتقد بأن العالم العربي بأسره يعيش حالة من الوهن والضعف غير المسبوقة في تاريخ أمتنا العربية والاسلامية، وأن الحالة الفلسطينية كذلك لا تمثل جبهة قوية يمكنها ان تواجه القرارات الظالمة سيما وأن حالة الاستحقاق السياسي والسيادي لترامب الامريكي يمكنها ان تتحقق على حساب مجمل ما يملكه العالم العربي كله وبكل مكوناته البشرية والمادية وغير ذلك، اي ان تحقيق أحلام وآمال الاسرائيليين في تجذير أنفسهم في هذه الارض تتبناه امريكا مهما كان ثمن تنفيذه، ولكن السؤال المهم الذي يجب ان يطرح الان وبعد حوالي ثلاث عقود من الزمن المبني على المفاوضات والتسويف وقتل الفكر الوطني لدى الاجيال بكافة الاساليب، لم ينجز اقل القليل من استحقاقاتنا الوطنية وارجاح حقنا الوطني كفلسطينيين من المحتلين.

ما الفائدة في استمرار وجود اجسام ادارية وظيفية في فلسطين؟؟؟؟؟ فمهما تعددت المسميات والمراتب الوظيفية التي ساعد في تعزيزها الاحتلال لتحتل فكرنا ويرتبط مصير اجيال منا فيها ، فهل تبقى قيمة لأي من تلك الاجسام والمسميات، فلا السلطة ولا مكوناتها المختلفة قادرة ان تحقق كرامة اي فلسطيني على ارضه، مع علمنا ان الرئيس ابو عمار رحمه الله وتبعه الرئيس ابو مازن ومعه كافة مكونات العمل الوطني الفلسطيني وبغض النظر عن مستوى الاختلاف في توجهاتهم نحو طرق واساليب التحرير الوطني، الا انهم جميعاً عملوا على دحر الاحتلال من على ارضنا بكافة الطرق والاساليب السياسية والدبلوماسية والسلمية وغيرها، الا ان الحالة الفلسطينية ومشروعنا الوطني يراوح مكانه من حيث التأثير في التغيير لمنظومة القهر والاحتلال الجاثم على صدور كل الفلسطينيين.

وان قرار ترامب بنقل السفارة الامريكية الى مدينة القدس لهو تحول خطير في طريقة التفكير والممارسة الامريكية والاسرائيلية، حيث بذلك يكونوا تخطوا محاذير لم يكن يطاق الاقتراب منها من قبل سيما وأن مدينة القدس بما تشمل من مساجد وكنائس تاخذ البعد الديني والعقدي وليس الوطني فحسب، فبذلك تكون أبواب الصراع كافة قد فتحت وعلى جميع المستويات، وهذا يتطلب مقومات منا كفلسطينيين ومن العالم العربي ومن العالم الاسلامي.

ولما كانت مقومات المواجهة لدينا كفلسطينيين محدودة فلماذا لا يتم احراج امريكا واسرائيل ومن خلفهم بأن يعلن السيد الرئيس حل السلطة الوطنية الفلسطينية والتي أصلاً جاءت نتيجة اتفاقية أوسلو التي هندستها ودعمتها أمريكا وتلهفت عليها اسرائيل، لايجاد حالة تحول في طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي.

حل السلطىة يعني ان تبقى جميع الارض الفلسطينية محتلة وان تتحمل اسرائيل مسئولية ذلك سياسياً وقانونياً ومادياً وغير ذلك، فاذا كان الحفاظ على مشروعنا الوطني يمكن ان يتم بالعودة الى الخلف خطوات فلا ضير اذا كان في مصلحة الوطن. دعونا ان نتخلى عن المناصب وعن المكاسب وليبقى الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق