الأحد، 4 مارس 2018

شماعة المصالحة

د . محمد عبد اشتيوي
المتتبع لمجريات اتمام انهاء الانقسام وتعزيز المصالحة الوطنية كنتاج لجهود متظافرة من العديد للقوى المحلية والاقليمية والدولية يجد بان العديد من الاطراف  ذات علاقة باعادة اللحمة الفلسطينية سواء المستفيد من تحقيقها او من الابقاء على حالة الانقسام.

فمنذ اللحظة التي تبعت التوقيع في 12/10 على تنفيذ اتفاقية المصالحة الموقعه عام 2011 بدأت الضغوطات والابتزازات والمساومات من قبل من يسعون الى حصاد ثمار المصالحة خاصة اسرائيل التي ما فتئت ان تستغل اي فرصة في المنطقة لصالحها فمن خلال تدخلاتها المباشرة او غير المباشرة عبر مندوبيها او اذرعها المختلفة دحرجت امام اطراف المصالحة كرات ملتهبة من نار الخلافات المتجذرة في نفوس المتحزبين القائمين على اتمام المصالحة.

فكان هناك من يتلكك ويماطل حتى تحقيق اجندات قد تخدم اسرائيل سواء بشكل مباشر او غير مباشر  وكان اهم ما طرح وبات نقطة خلاف كأداء هو سلاح المقاومة او بسط السيطرة والتمكين كما اطلق عليها او ملف الامن او ملف الموظفين  وغيرها من الملفات المتعدده.

امام ذلك ظهر واضحاً خلال الفترة الماضية ان كل طرف من اطراف التحاور  جاهز ليتصيد اي خطأ يصدر من الطرف الاخر .

وكان المجهر مسلط ومركز على تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح معتقد البعض ان التيار اكثر الجهات تضررا من انجاز المصالحة معتقدين ان حالة التهميش او الاقصاء له من الحلبة السياسية قد تنشىء حالة من ردة الفعل لتخريب المصالحة ولكن التيار كان موقفه واضح داعم للمصالحة بكافة تفاصيلها، ولما خاب فألهم في توريط التيار وطنياً في تخريب المصالحة ذهبوا يبحثون عن شماعة اخرى ليعلقوا عليها ذلك الفشل ، وما ان حدثت شرارة المقاومة من قبل الجهاد الاسلامي انهالت الاتهامات واكتظت التصريحات التي تحمله خراب جهود المصالحة خاصة وانها فرصة ليدفع الجهاد الاسلامي ثمن اصطفافه للحالة الوطنية ولمصلحة قطاع غزة ضمن منظومة العمل الوطني والاسلامي المتوافق على رؤية متقاربة نحو التعامل مع معطيات المرحلة الحالية.

فشماعة الجهاد الاسلامي باتت هي الاقوى لتتحمل وزر  الاخفاقات المقصودة لافشال المصالحة وهي مبرر مقبول لدى الكثير من اقطاب المنطقة واصحاب المصالح في فشلها

ولن يقف تحميل مسئوليات اي فشل قادم عند الجهاد الاسلامي وانما سيمتد الى اي شماعة اخرى يمكن ان تعترض على اي اجندة غير مقبولة وطنياً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق