الأحد، 4 مارس 2018

المسؤولية الإنسانية وعلاقتها بالمسؤولية السياسية

د . محمد عبد اشتيوي

المسؤولية كمصطلح مجرد تتأتى ضمن ما يناط بالفرد او الحكومة منرصلاحيات ممنوحة ليصار مساءلتها عن نتاج الاعمال التي نتجت عن تلك الصلاحيات الممنوحة لها من قبل الجهة التي منحت اصلاً تلك الصلاحيات، وهناك العديد من المصطلحات المشابهة تبين العلاقة بين اطراف العلاقة مثل المنظمات والكيانات العاملة ضمن المنظومة المجتمعية ومثل علاقة الشعب والحومة، ومنها المسؤولية المجتمعية وهي التي تعبر عن الالتزام الادبي والأخلاقي من قبل أي مؤسسة او كيان ضمن منطقة جغرافية محددة تجاه المجتمع من خلال تحقيق متطلباته واحتياجاته ضمن ما يسمح به النظام والقانون. 
اما المسؤولية السياسية او الوطنية تاتي كتعبير عن الالتزام بمساحة الصلاحيات التي منحت للساسة وأصحاب القرار تجاه تحديد حدود الدوله وكل مكوناتها وتحديد المصير السياسي لها وتحديد علاقاتها المحلية والخارجية بما يسمح لها بالعيش ضمن منظومة دوليه فاعله، وياتي باب المساءله هنا من قبل الشعب لقيادته السياسية عن مدى التزامها بالثوابت الوطنية والصلاحيات التي منحها الشعب لهم، وحينها من حق الشعب ان يستمر في منح شرعيته لتلك القيادة او يسعى لتغييرها ، فالمسؤولية السياسية تتحقق من قبل القيادة السياسية تجاه الشعب ولكن المساءلة السياسية تتحقق من قبل الشعب للقيادة السياسية، 
اما المسؤولية الإنسانية فهي تعبير عن الالتزام الادبي والأخلاقي والمهني من قبل أصحاب القدرة والقرار بتوفير جميع متطلبات واحتياجات الحياة الانسانيه لجميع من هم في الدولة بغض النظر عن انتماءاتهم او الوانهم، فيتم النظر الى الانسان كقيمة مجردة يتم العمل على تحقيق افضل مستوى له في العيش ، في المقابل تاتي المسائلة من قبل الشعب لكل من يملك قرار وقدرة على مساعدتهم في ان يعيشوا بانسانية مجردة بحسب الصلاحيات والمساحة التي منحوها إياه.
امام هذه المفاهيم فلا يجوز باي حال من الأحوال الخلط بينها مطلقاً كان يتم استغلال الجانب الإنساني كاداة ضغط سياسية او العكس، علماً بان كل جانب منها يحتاج الى عامل التخصص والمهنية التي يمكن ان تشكل قاعدة للانطلاق منها عند تنفيذ أي من النشاطات المجتمعية او الجماهيرية بشكل عام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق