السبت، 21 يوليو 2018

التصعيد والوعيد

د . محمد عبد اشتيوي
في ظل التفاعلات المتلاحقة على ساحة قطاع غزة، والمتعلقة بحالة التصعيد والوعيد الاسرائيلي ، كان لا بد من الاشارة الى ان ذلك لم يأت من عدم، وانما هو اجراء مخطط من قبل الاسرائيليين، فبعد الدخول في حالة الاحراج ومربع الاتهام امام المجتمع الدولي بقتل الابرياء من ابناء قطاع غزة سيما ما وقع في ١٤/مايو الجاري ، جعل من الاحتلال الاسرائيلي يعمل بكل طاقته الى تغيير موازين اللعبة وقلب المعادلة لصالحه ، فبعد ان مسكت مسيرات العودة زمام الملعب السياسي وباتت تتفاعل محلياً ودولياً لصالح الفلسطينيين ، ذهب الاحتلال الى الاستعانة بعدد من الاطراف العربية وغيرها للتفاوض مع الفلسطينيين لإنهاء مسيرات العودة على الحدود مع الارض المحتلة، خاصة وانه يخوض حالة صراع امني وعسكري على الجبهة الشمالية مع جبهة لبنان وسورية، ومع تدخل تلك الاطراف للحد من تأثيرات مسيرات العودة والتلويح ببعض الامتيازات التي يمكن ان تخفف عبء الحياة في قطاع غزة، كان هناك قراراً بفتح معبر رفح البري طوال شهر رمضان، وكان هناك قراراً باستئناف العمل في معبر كرم ابو سالم رغم ما اصابه من تدمير خلال عمليات الاقتحام المتكررة، وكان هناك قراراً بإدخال المساعدات المتنوعة من جهات خارجية لقطاع غزة ، وكان هناك توجهاً عملياً لإنهاء مسيرات العودة تماماً ولكن ضمن صفقة تم البدء في التفاوض حولها منذ ايام، وكما يعلم الجميع ان الاسرائيليين يلعبوا في كل ما في جعبتهم من اوراق تفاوضية لتحقيق افضل نتائج لهم. فذهبوا بالتفكير الى عمليات التصعيد العسكري تدريجياً لجر المقاومة الى الرد فيصار الى تحول المفهوم السلمي كما رسمه العالم في مخيلته حول ما يدور بقطاع غزة الى التحول والاقتناع بوجود صراع عسكري وان اسرائيل هي ،ومن جانب اخر عمدت اسرائيل الى عمليات التصعيد والوعيد لكسب ورقة ضغط عند عمليات التفاوض القائمة وبيع القصة الى الجهات الوسيطة بوقف القصف والتصعيد والوعيد كأنها تنازلت عن شيء كبير جداً ومطلوب من الفلسطينيين التنازل مقابله. علماً بان اسرائيل في ظل تصاعد وتيرة العمل العسكري على الجبهة الشمالية سيكون التصعيد على الجبهة الجنوبية ليس في صالحها، سيما وانها تفتح على نفسها كل الجبهات وهذا امر ليس ببسيط، فالهدف الرئيس من عمليات التصعيد والوعيد تنحصر في نجاح اسرائيل بتحقيق افضل النتائج من التفاوض مع حركة حماس والاطراف ذات العلاقة بقطاع غزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق