السبت، 21 يوليو 2018

نداء في فضاءات الوهم

د. محمد عبد اشتيوي
تتوازى العديد من اللقاءات السياسية والمؤتمرات العلمية والندوات التنظيريه مع العديد من تفاصيل مجريات العمل السياسي في قطاع غزة .

فنجد العديد من الفصائل والأحزاب والمؤسسات والجمعيات والمراكز أصبح هدفاً رئيسا لهم عقد لقاءات حوارية لمناقشة قضية مطروحة عمليا على الساحة السياسية؛ ومع تعدد وتكرار عقد تلك اللقاءات كان حريّ الوقوف أمام ما يمكن أن تقدمه تلك اللقاءات من فائدة على المستوى الوطني سواء للخروج من الأزمات التي يمر بها قطاع غزة.

ومن المتعارف عليه ان مثل هذه اللقاءات تكون وسيله وليس هدفاً؛ وسيلةً للوصول الى نتائج او توصيات من شأنها المساهمة في تحقيق الاهداف ؛ اما ان تصبح تلك اللقاءات هدف تشغيلي لتلك المؤسسات فذلك يفقد نتائجها قيمتها الحقيقية؛ وبمجرد ان ينتهي اللقاء تذهب نتائجه ادراج الرياح.

وان كان بعض المؤسسات تخرج بنتائج وتوصيات فاعلة يمكنها ان تساعد في صياغة واقعنا الفلسطيني بشكل افضل ولكن الاهم هنا من الجهة التي يمكن ان تتلقف تلك النتائج للاعتماد عليها في حل المشكلات وبناء التصورات وتحديد الرؤى والسيناريوهات المستقبلية لواقعنا الذي نعيش.

الدول المتقدمة تجعل جزءا كبيرا من ميزانيتها مخصصاً للبحث العلمي؛ وتعتبره جزءا اصيلا في منظومه ادارتها للدولة. ولا تهمل اي مخرجات علمية او بحثية بالمطلق بل تبني عليها استراتيجياتها واجراءات عملها المستقبلي.

اما في فلسطين فالبحث العلمي يعتبر امرا ثانويا لا مكان له امام حالات صراع المسئوليات والسلطة ؛ لا مكان له امام حالة التفرد في القرارات وتعزيز ثقافة الحزب الواحد وعدم قبول الاخر.

وبذلك تكون جميع المؤسسات التي تعقد مثل تلك اللقاءات كالذي ينادي في فضاءات الوهم ؛فنداءاتهم غير مجدية؛ فهم واهمون اذا اعتقدوا بان هناك من يسمعهم او يعتد بنتاج اعمالهم؛ واهمون اذا اعتقدوا ان جهة ما ستتلقف نتائج وتوصيات لقاءاتهم لتبني عليها قراراتها.

غزه تستنزف كثيرا من الاموال في محاوله لطرق جدران الخزان بعقد تلك اللقاءات علّ صاحب الخزان او من بداخل الخزان او من هم حول الخزان يلتفتوا الى معاناة أهل غزة قبل ان يموتوا مثل من ماتوا في قصة الخزان.
لك الله يا غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق