الاثنين، 9 أبريل 2012


خلاصة فكرية بعنوان:
ارادة الادارة

بقلم الدكتور: محمد عبد اشتيوي
اذا توفرت الارادة تحقق نجاح الادارة
 تدفعنا هذه الاشارة الى ان نتساءل, ما هي تلك الارادة التي من الممكن ان تحقق للإدارة نجاحها؟
فالإرادة ما هي الا تعبير يجمع بين قوتين رئيسيتين يمتلكهما الانسان بطبيعته, قوة داخلية, واخرى خارجية. فالقوة الداخلية تتمثل في طبيعة وامكانية التحكم في الذات سواء شعوريا ام غير شعوريا, باعتبار ان الارادة هي المحرك الاساس للوظائف البيولوجية للإنسان فجميع مكونات الذات الانسانية تخضع لعامل الارادة حتى العقل يعمل تحت تأثير الارادة باعتباره اداة من ادواتها, فالإرادة تتحكم بتوجيه الجهد الداخلي عن طريق العقل لتخرجه جهدا خارجيا مترجما بالسلوك الانساني, كما ان للعقل تأثيراً واضحاً على ميول واتجاهات الانسان التي تترجم في النهاية الى سلوك ملموس.
اما القوة الخارجية فقد تتمثل في قدرة الانسان على تطبيق وتنفيذ القرارات السلوكية التي صدرت عن العقل وتأثرت بالأساس بالإرادة لتصبح امراً واقعياً ملموساً, وهنا يمكن الاشارة الى ان الارادة ما هي الا تعبير عن حالة من الاصرار العنيد على التنفيذ والجمع بين القوتين الداخلية والخارجية عند الانسان, علما بان الارادة لا تعترف بمتغيرات ومعطيات الواقع المحيط, ولا تضعها في ميزانها الحقيقي وانما تتخطاها في تقديرها الى ما هو ابعد من ذلك, فقد تتقزم الاشياء أمام قوة الارادة وتعظم امام ضعفها, كل هذه المعطيات ترتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق ادارة الاشياء, فالعملية الادارية في مضمونها تعتمد اعتماداً كبيراً على امكانية تحويل المدخلات الى مخرجات يمكن الاستفادة منها باعتبارها-المخرجات- اهدافاً يتم تحقيقها, فاذا بنيت العملية الادارية على مرتكزات واسس قوية تكللت بالنجاح, أما اذا اتسمت بالعشوائية فحتمت مصيرها الفشل. ولا بد للعملية الادارية بان ترتكز في نجاحها على فلسفة وتوجه وثقافة وقدرة الانسان الذي يقوم بها, وجميع هذه العوامل ترتبط بقوة مع عامل الارادة, فالإرادة هي التي تحدد مسار تشكيل الفلسفة, ومعالم التوجه, وطبيعة البناء الثقافي عند ذاك الانسان وما يحواه من معطيات متعددة من شأنها ان تساعد في تحقيق الاهداف الرئيسة للعملية الادارية, وعلى ذلك يمكن النظر الى أن ممارسة الادارة المعتمدة على الارادة تكون منطلقة من مبدأ الاصرار على التنفيذ والنجاح مهما كانت العقبات ومهما كانت الامكانات المتوفرة, وسيعتمد نجاح العمل الاداري على مستوى وقوة الارادة في التنفيذ , فكلما كان مستوى الارادة كبيرا  وقويا كانت فرصة النجاح وتحقيق الاهداف المرجوة اكبر لأن الارادة هنا ستكون القوة المحركة والدافعة نحو النجاح, والتي ستحقق حالة من الرضا عن العمل وعن الذات, فمستوى تحقيق الاهداف يتناسب طرديا مع مستوى الرضا عند المنفذين وكذلك يتناسب طرديا مع مستوى وقوة الارادة الكامنة عندهم. فالنجاح يبدأ بإرادة النجاح.
                                                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق