الاثنين، 6 فبراير 2012

خلاصة فكرية بعنوان :الاحتباس الاداري

خلاصة فكرية بعنوان :
الاحتباس الاداري

بقلم الدكتور: محمد عبد اشتيوي
لما كان الانسان هو الاطار الجامع واللام لكل معطيات وتفاصيل العمل الاداري في المنظمات باعتباره الدم الذي يسري في عروق المنظمة, فلولاه ما دبت الحياة في المنظمات وبقيت مجرد هياكل مهجورة لا قيمة لها في الوجود, فكان لهذا الانسان الاهمية الكبيرة من حيث تحديد مستوى تفاعله مع معطيات العمل في نجاح او فشل المنظمات, وبما اننا اعتبرنا الانسان هو الاطار الجامع لمعطيات ومتغيرات العمل فمن الطبيعي ان يكون الحاضنة التي يحبس ويكدس فيها ايجابيات وسلبيات العمل والتي ينطلق من خلالها في تحديد مستوى تفاعله التنظيمي.
ويدلل مصطلح الاحتباس بمضمونه عن حالة التراكم والتكديس للأشياء ضمن اطار محدد لا تستطيع ان تخرج منه نظرا لعدم تقبلها خارج ذاك الاطار.
وعند اقتران مفهوم الاحتباس مع ادارة الأعمال في المنظمات فلا بد من التركيز على ان الأشياء والمتغيرات الايجابية التي يتلقاها الانسان العامل في المنظمة يكون من السهل تفعيلها واخراجها للمجتمع المحيط نظرا لوجود رغبة في تقبلها عند الاخرين, وبالمفهوم المعاكس نجد الاشياء والمتغيرات التي لا يستطيع العامل في المنظمة البوح بها امام الآخرين لعدم تقبلهم لها تبقى حبيسة في اعماقه وفكره.
فالاحتباس الاداري هو تعبير عن حالة العامل عندما يتلقى الاوامر والقرارات الادارية السلبية ويكون له وجهة نظر مخالفة لها ولا يرغب بها, وعندها لا يستطيع اخراج وجهة نظره امام ادارة المنظمة سواء خوفا او تحرجا او لأي سبب اخر, الأمر الذي يفرض عليه بحبس وتكديس ما يريد في نفسه, وبتكرار حالة استقبال ما هو غير مرغوب فيه عند العامل يوجد عنده حالة من الضغط الداخلي نتيجة احتباس سلبيات العمل الاداري في داخله, يمكن لها ان تؤثر على الاطار العام لشخصيته من حيث نظرته وتفاعله مع الأشياء.
ويمكن ان نعزي تكوين ظاهرة الاحتباس الاداري عند العاملين للعديد من الاسباب يمكن ان نذكر منها ما يلي:-
-         البعد عن العامل الانساني عند اتخاذ القرارات الادارية.
-         تركيز السلطة في جهة محددة لا تعترف بقدرات الاخرين.
-         وجود حالة من عدم الثقة بين الادارة والعاملين.
-         عدم توفير مناخ تنظيمي يلبي حاجة ورغبة العاملين الشخصية والوظيفية.
-         عدم الاعتراف بإبداعات ومبادآت العاملين.
-         تكريس مبدا عدم تكافؤ القرص بين العاملين.
-         تعزيز الادارة لمبدأ التكتلات والتحزبات ضمن فكرة فرق تسد.
كل ذلك وغيره من الظواهر والممارسات الادارية السلبية من شأنه ان يشكل حالة من التراكم السلبي عند العاملين, مما سيؤثر على طبيعة الغلاف الاداري الذي وضعوه لينطلقوا منه نحو حماية المنظمة من أي اخطار ممكنة سواء خارجية ام داخلية, فسلبيات العمل الاداري من شأنها ان تنهك هذا الغلاف وتجعله عرضة للانهيار, مما يقلل او يعدم حتى دافعية العامل نحو الدفاع والمحافظة على المنظمة التي يعمل بها.
          فعندما يصل العامل الى الذروة في حالة الاحتباس الاداري التي تؤدي الى اختراق او حتى تدمير الغلاف الاداري الحامي للمنظمة, فان الاخيرة ستتأثر باتجاهين احدهما داخليا واخر خارجيا. ويمكن ان نوضح ذلك على النحو التالي:
أولاً التأثيرات الداخلية: يمكن ان يقوم العامل بمجموعة من الممارسات الداخلية التي تعبر عن حالة انهيار الغلاف الاداري الناتجة عن الاحتباس الاداري يمكن ان نذكر منها ما يلي:
-         التمرد على ادارة المنظمة وعدم الالتزام بالقرارات الصادرة.
-         تحريض الزملاء ضد الادارة والحث على زيادة معدل الدوران الوظيفي..
-         الفتور والتخريب وعدم الاكتراث بإنجاز الاعمال.
ثانيا التأثيرات الخارجية: ويمكن ان نذكر بعض ممارسات العامل التي ستتأثر منها المنظمة من الخارج ومنها ما يلي:
-         تسريب العامل معلومات هامة عن المنظمة لجهات خارجية .
-         تشويه صورة المنظمة امام الجهات الخارجية مما يؤثر على سمعتها امام عملائها.
-         التعاون مع منظمات منافسة سواء بالمعلومات او بالخبرة او باي شكل اخر.
-         ان يترك المجال دون الاكتراث لأي تعديات خارجية تتم ضد المنظمة.
ففي ضوء الحالة السلبية التي عبرت عنها ظاهرة الاحتباس الاداري لا بد من التفكير والعمل على الوقاية من حدوثها وذلك بالسماح للعاملين بالقيام بعملية التطهير النفسي الداخلي وذلك عبر وسائل متعددة يمكن ان نذكر منها ما يلي:
-         تعزيز روح المبادأة والابداع عند العاملين.
-         تدريب وتمكين العاملين من اعمالهم.
-         الابتعاد عن المركزية الادارية ومشاركة العاملين في صنع القرار.
-         تطبيق انظمة وقوانين تحقق العدل لجميع العاملين على حد سواء.
-         الاخذ بالاعتبار انسانية الانسان عند اصدار القرارات.
-         التعرف على مشكلات العاملين الخاصة ومشاركتهم في حلها.
كما ان هناك العديد من النقاط الايجابية التي من شأنها ان تعزز حالة العطاء والانتماء عند العاملين وتقوية الغلاف الاداري باعتباره أحد الثوابت التي يجب ان ينطلقوا منها نحو المحافظة او عدم المحافظة على المنظمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق