الجمعة، 22 ديسمبر 2017

الصيانة السياسية

الصيانة السياسية

مع تعدد المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية ومع تغير معطيات الظروف والبيئات، كان لزاما اجراء تحولات جوهرية في طبيعة معطيات وادوات ووسائل الصراع مع العدو الاسرائيلي،
وان الابقاء على نمط او اسلوب سياسي تقليدي ليصار الى اسقاطه على كل المراحل بنفس المكونات حتى لو اختلف الزمان والمكان، فذلك امر عبثي بالمطلق، وهو ما يعتبر قصور او عمى سياسي واضح ، فمن لم يرى تلك التغيرات لن يرى الحاضر ولا المستقبل لطبيعة الصراع القائم.
فمع تراتب العمل السياسي الفلسطيني خلال حقبات زمنية متتالية ، والذي اقترن بممارسات فعلية على الارض سواء اتخذت اجراءات عسكرية او سلمية ، كان لزاماً حدوث تحولات تتناسق مع ذلك التراتب ، وكما هو معلوم فان الثابت في السياسة هو المتغير، فلا يجوز باي حال من الاحوال الثبات سياسياً عند حدود او افكار محدده ، وان الاستمرار فيها يمكن ان يحقق خيبات امل كبيرة تكون آثارها سلبيه على طبيعة الصراع ، ولكن من حين الى اخر فان الحالة السياسية وما يتبعها من متغيرات تحتاج الى عمليات صيانة سواء على المستوى الجوهري او الشكلي ، وهو ما يحقق حالة التناغم مع اي تغيرات حاصله.
فمفهوم الصيانة يعبر عن التحول من وضعية العطب او الخلل الحاصل في محاولة للحصول على وضعية الصواب والتجويد. ولا يخفى على احد بان طبيعة العمل السياسي الرافد في الصراع مع اسرائيل يحتاج الى تطبيق مفهوم الصيانه السياسية بشكل مستمر. وذلك مقابل تعدد الاساليب والطرق التي تتبعها اسرائيل في مواجهة تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني وجعل كل المتغيرات تصب في مصلحتها.
والصيانة السياسية ستكون كفيله بخلق بيئة متجددة مهيئة لنمو الحالة الوطنية الحاضنه للمشروع الوطني الفلسطيني ، وكذلك تجعل من ديمومة وفعالية العمل السياسي مستمراً ومؤثراً تجاه حالة الحداثة والمعاصرة في المنظومة الاحتلالية التي تمارس ضد ابناء شعبنا الفلسطيني .
وان القرارات ونظم العمل التي كانت تصلح في زمن معين قد لا تصلح في زمن آخر وبذلك يترتب اعادة النظر من حين الى آخر مدى مناسبة الاساليب والادوات النضالية بما يتوافق مع المرحلة وتمتد عمليات الصيانة الى ات تصل الى التحولات الفكرية كذلك والمنهجية التي تتبعها قوى العمل الوطني، فإن نظم ومفاهيم ومناعج العمل لا يجوز ان تبقى متكلسة جامدة لا تتحول بتحول وتغير البيئة المحيطة، وانما يجب تصيينها بما يجعلها اجود وانجع في تاثيراتها المتعددة رفداً لحالة الصمود والتحدي أمام العدو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق