السبت، 3 أغسطس 2013

الاغاثة الادارية

الاغاثـــــــــة الاداريـــــــــــــة
لقد ارتبط مصطلح الاغاثة بالعديد من حالات الكوارث والازمات والظروف غير الطبيعية التي قد تحدث سواء على مستوى الطبيعة أو غير ذلك, ويتحدد مفهوم مصطلح الاغاثة بنوع من الاصلاح او الدعم أو علاج وتصويب الاعوجاج أو تقليل الخسائر الحاصلة نتيجة حدوث خلل في الميزان الكينوني والوجودي لأي كيان موجود, علماً بأن مفهوم الاغاثة يقترن بعامل السرعة والأثر القريب, أي ان النتائج المتأتية من تطبيق عامل الاغاثة تكون في المدى القريب تظهر نتائجها بسرعة, وذلك ضماناً من أن الخلل أو حالة عدم التوازن الحاصلة لن تتسع وتكبر مما قد لا تتم الاستطاعة بعد ذلك من السيطرة عليه.
ولما كان مصطلح الاغاثة قد اقترن بالعديد من المجالات مثل الاغاثة الصحية أو الاغاثة الزراعية أو الاغاثة المالية أو الانسانية أو غير ذلك, فالأولى أن يكون هناك إغاثة إدارية نظراً لأن حالة عدم التوازن أو الخلل الحاصل في المجال الصحي أو الزراعي أو المالي غالباً ما يكون ناتجاً عن عدم ممارسة العملية الادارية بالشكل الصحيح, من هنا نجد أنفسنا أمام حالة من التوسع في تطبيق مفهوم الاغاثة الادارية سيما في مجال العمل الاداري في منظمات الاعمال, علماً بأن منظمات الاعمال المختلفة تمر بعدد من مراحل الحياة والتكوين, على اعتبار أن منظمة الاعمال هي كائن حي يمر بمراحل الحياة المعروفة وهي مرحلة الولادة والحبو والنمو والنضوج والانحدار ومن ثم التلاشي أو إنهاء حياة المنظمة, فكل مرحلة من هذه المراحل لها ما يخصها من متغيرات ومعطيات تؤثر في نجاحها أو فشلها, فالمنظمة تكون معرضة لأي حالة من عدم التوازن وحدوث خلل في مسيرة عملها, الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على مخرجاتها النهائية, وأمام حالة عدم التوازن والخلل الحاصل في أي مرحلة من المراحل, يتوجب ان نستخدم مضمون الاغاثة الادارية سعياً وراء دعم وانعاش المنظمة واخراجها من حالة عدم التوازن الى حالة التوازن والى مسيرة عملها بحسب ما تم التخطيط اليه مسبقاً, وكما ذكرنا سالفا فان حالة عدم التوازن أو حدوث الخلل في المنظمات غالباً ما يكون ناتجاً عن عدم ممارسة العملية الادارية بالشكل السليم على اعتبار أن العملية الادارية في مضمونها تتمثل في تحويل مدخلات العمل المتنوعة الى مخرجات نهائية مستغلة قدرات وامكانات العنصر البشري في ذلك.
وأن إغاثة المنظمات تتنوع بحسب مرحلة حياتها وبحسب طبيعة الخلل الحاصل فيها, فقد تكون الاغاثة (عينية- لوجستية- مباشرة- غير مباشرة- كمية- أو غير ذلك) ولكن من أهم أنواع الاغاثة التي تحتاجها منظمات الاعمال هي الاغاثة الادارية والتي تأتي في إطار رفد وإسناد الجانب الاداري في المنظمة سواء من ناحية إدارة الازمة أو سد الفجوة وتطوير وتنمية ورفع كفاءة وفعالية العمل كل ذلك باتجاه إعادة حالة التوازن الطبيعية للمنظمة وإخراجها من مربع الخطر الى مربع الأمان وإيقاف حالة التدهور والخسارة والانحدار نحو إنهاء حياة المنظمة.
وقد تتمثل الاغاثة الادارية في العديد من الصور والتي يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:-
-         تقديم الاستشارات الادارية من حيث تحديد الخلل وآليات تصحيحه بشكل سريع.
-         تقديم الدعم المناسب لتنفيذ اليات تصحيح الخلل والحد من اتساعه .
-         توفير نظم إدارية أكثر تطوراً في العمل حتى لو كانت بشكل جزئي ومرحلي.
-         تقييم وتقويم سياسات وإجراءات العمل المتبعة ولو بشكل أولي لتحديد نقاط الضعف.
-         إعادة الهيكلة للوظائف باتجاه استغلال أفضل القدرات البشرية في تصحيح الخلل .
-         التغيير في أسلوب العمل المتبع وفي الادوات المستخدمة بما يضمن نتائج افضل.
-         تقييم وتقويم الميكنة المستخدمة في الانتاج من حيث الصيانة والتطوير ولو جزئياً.
-         إعادة النظر السريعة في نمط القيادة السائد في المنظمة.
-         التقييم السريع لمكان ومكونات العمل المادية باتجاه استغلال البدائل الافضل.
-         إعادة النظر السريعة في ترتيب حلقات سلسلة الانتاج.

وكما تم ذكره سالفا فإن طبيعة الاغاثة الادارية ترتبط بشكل مباشر بطبيعة الخلل الحاصل في المنظمة. وان الاغاثة الادارية تأتي كحالة علاجية للخلل او المرض الاداري الحاصل في المنظمات ولا ترتبط الاغاثة الادارية بأي متغير زماني أو مكاني وانما ترتبط بحدوث الحلل وحالة عدم التوازن الحاصلة.  

هناك تعليق واحد: